اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 214
منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" [1] ذلك إلى مغفرة من الله ورضوان وثواب وإحسان، وموضع هذا المعنى من الآية الكريمة: (فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
هذا وحشىّ قاتل حمزة سيد الشهداء يسلم، فإذا له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وهذه هند بنت عتبة آكلة الكبد تسلم فيصافحها رسول الله صلى الله عليه وسلم [2] وينسى لها سالف عدائها و" الإسلام يجبّ ما قبله" [3].
ما أسمى الغاية التى يقاتل لها المسلم!! وما أجلها!! وما أحوج الإنسانية فى عصرنا هذا إلى سيف من سيوف الله يحمى فيها مبادئ العدالة العامة، ويقيم ميزان الإنصاف الذى أمالته الأغراض والأهواء وقضت عليه مظاهر الرياء.
[أخلاقيات القتال فى الإسلام]
وإذا قاتل المسلم، فكيف يقاتل؟ أينتهك الحرمات، ويخرق المعاهدات، ويعبث بالقوانين، ويوغل فى الفتك والتدمير، ويستخدم كل سلاح حتى الغازات الخانقة والسامة والمشوّهة كما يفعل ذلك متمدنو القرن العشرين؟! كلا. إنّ المسلم- الجندى بطبعه الذى يقاتل لأسمى غاية- لا يلجأ إلى مثل هذه الوسائل أبدا. إنه نبيل فى خصومته بقدر ما هو شريف فى غايته، وهل ترى أنبل فى الخصومة من هذا القانون الذى يمليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على قادة جيوشه: [1] رواه البخارى (25) عن ابن عمرو (2936) عن أبى هريرة، ومسلم (22) عن ابن عمرو (21) عن أبى هريرة والترمذى (2606) والنسائى فى" المجتبى" (3090) و (3095) وأبو داود (2640) وابن ماجة (3927) عن أبى هريرة رضى الله عنه والدارمى (2446) عن أوس بن أبى أوس رضى الله عنه. [2] لم يصح أن النبى صلى الله عليه وسلم بايع امرأة بيده مصافحا، وحتى مبايعة هند لم يكن فيها مصافحة، وحديث بيعة هند ترويه عائشة رضى الله عنها فتقول:" جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه، فنظر إلى بديها فقال لها: اذهبى فغيرى يدك. فذهبت فغيّرتها بحناء، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الخ" رواه أبو يعلى (4754) وقال محققه (الشيخ حسين سليم أسد): فى سنده ضعف. [3] رواه أحمد (5/ 222، 231، 234) والبيهقى فى" السنن" (13/ 450) والبخارى فى" التاريخ الكبير" (2/ 312) عن عمرو بن العاص رضى الله عنه. وحسّن إسناده محققو المسند برقم (17777) (29/ 315). ومعنى يجب ما قبله: أى يمحو ما قبله من خطايا.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 214